نزلة برد أم إنفلونزا؟ تعرف على الفروقات والعلاج!
تخفيف الألم والحمى,  مشاكل الجهاز التنفسي

نزلة برد أم إنفلونزا؟ تعرف على الفروقات والعلاج!

مع بدء أشهر البرد، يعاني الكثيرون من أعراض الزكام أو الإنفلونزا. تعتبر هذه الأمراض التنفسية شائعة جدًا، وغالبًا ما يكون من الصعب التمييز بينها. الزكام والإنفلونزا هما أمراض ناتجة عن نفس الفيروسات، لكنهما قد يؤثران على الجسم بدرجات متفاوتة. عادة ما يكون الزكام أقل حدة، بينما يمكن أن تسبب الإنفلونزا أعراضًا أكثر خطورة وقد تؤدي إلى مضاعفات. غالبًا ما يخلط الناس بين المرضين، حيث إن الأعراض متشابهة، لكن من المهم أن نعرف ما الذي نتعامل معه من حيث العلاج والوقاية.

الزكام: الأعراض والأسباب

الزكام، المعروف طبيًا باسم التهاب الأنف، هو أكثر أنواع الالتهابات التنفسية شيوعًا. الفيروسات الأكثر شيوعًا المسببة للزكام هي الفيروسات الأنفية، ولكن يمكن أن تسبب أيضًا فيروسات أخرى مثل الفيروسات التاجية، الفيروسات الغدية، والفيروسات المعوية. تظهر أعراض الزكام عادةً بشكل تدريجي، وفي معظم الحالات تكون خفيفة.

تشمل العلامات الأولى للزكام التهاب الحلق، سيلان الأنف، العطس، وسعال خفيف. مع تقدم المرض، قد تزداد الأعراض، وقد تظهر صداع، آلام عضلية، وإرهاق أيضًا. نادرًا ما يحدث الحمى في حالة الزكام، وإذا ظهرت، فعادةً ما تكون منخفضة. يستمر الزكام عادةً من 7 إلى 10 أيام، وفي معظم الحالات يتعافى المريض من تلقاء نفسه.

تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا للزكام العدوى الفيروسية، التي تنتشر من خلال سعال أو عطس الأشخاص المصابين أو من خلال الاتصال المباشر. يمكن أن يسهم الطقس البارد، الهواء الجاف، والبقاء في الأماكن المغلقة أيضًا في ظهور الزكام. كما أن ضعف جهاز المناعة، مثل الإجهاد، نقص النوم، أو سوء التغذية، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالزكام.

لمنع الزكام، من المهم اتباع قواعد النظافة، مثل غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الاتصال مع الأشخاص المرضى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم النظام الغذائي السليم، وممارسة الرياضة بانتظام، والراحة الكافية في تعزيز جهاز المناعة، مما يقلل من خطر الإصابة بالزكام.

الإنفلونزا: الأعراض والمضاعفات

الإنفلونزا، المعروفة أيضًا باسم مرض الإنفلونزا، هي عدوى فيروسية تسببها فيروس الإنفلونزا. يمكن تصنيف فيروس الإنفلونزا إلى عدة أنواع فرعية، وقد تختلف شدة المرض. تظهر أعراض الإنفلونزا عادةً بشكل مفاجئ، وتكون أكثر حدة بكثير من أعراض الزكام.

تشمل العلامات الأولى للإنفلونزا حمى مرتفعة، آلام عضلية، صداع، إرهاق، وسعال جاف. قد يحدث أيضًا التهاب في الحلق وسيلان الأنف، لكن هذه الأعراض عادةً ما تكون أقل وضوحًا مقارنة بالزكام. يستمر مسار الإنفلونزا عادةً من 1 إلى 2 أسبوع، لكن التعافي الكامل قد يستغرق عدة أسابيع.

يمكن أن تكون مضاعفات الإنفلونزا مقلقة بشكل خاص، حيث يمكن أن يصبح المرض أكثر خطورة، مما يؤدي إلى الالتهاب الرئوي، التهاب الشعب الهوائية، أو مضاعفات تنفسية أخرى. الأشخاص الأكبر سنًا، الأطفال الصغار، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة هم الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا.

أفضل وسيلة للوقاية من الإنفلونزا هي التطعيم، الذي يُوصى به سنويًا. يساعد التطعيم في تقليل خطر العدوى وشدة المرض. بالإضافة إلى ذلك، من المهم اتباع قواعد النظافة، مثل غسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب الاتصال مع الأشخاص المرضى، والحفاظ على نمط حياة صحي.

الاختلافات بين الزكام والإنفلونزا

على الرغم من أن الزكام والإنفلونزا قد يتشاركان في أعراض مشابهة، إلا أن هناك اختلافات مهمة بينهما. أحد أبرز الاختلافات هو سرعة ظهور الأعراض. عادة ما يتطور الزكام بشكل تدريجي، بينما تظهر أعراض الإنفلونزا بشكل مفاجئ وبشدة.

تختلف شدة الأعراض أيضًا بشكل ملحوظ. الزكام عادةً ما يكون خفيفًا، بينما يمكن أن تسبب الإنفلونزا معاناة شديدة، بما في ذلك الحمى المرتفعة وآلام العضلات الشديدة. بالإضافة إلى ذلك، في حالة الزكام، نادرًا ما تتجاوز الحمى 38 درجة مئوية، بينما في حالة الإنفلونزا، قد تكون الحمى غالبًا 39 درجة مئوية أو أعلى.

يمكن أن تختلف طرق العلاج أيضًا. في حالة الزكام، عادةً ما يكون الراحة، تناول السوائل، ومسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية كافية. ومع ذلك، في حالة الإنفلونزا، يجب استشارة الطبيب، وقد تكون هناك حاجة لاستخدام أدوية مضادة للفيروسات لتخفيف مسار المرض.

من حيث الوقاية، تختلف إجراءات الوقاية من الزكام والإنفلونزا. بينما تتمثل أهم الإجراءات للزكام في اتباع قواعد النظافة وتعزيز جهاز المناعة، فإن التطعيم ضد الإنفلونزا ضروري للوقاية الفعالة.

تؤكد كل هذه الاختلافات على أهمية التشخيص الصحيح واختيار طريقة العلاج المناسبة بناءً على الأعراض المناسبة.

تحذير: هذه المقالة لا تعتبر نصيحة طبية. في حالة وجود مشاكل صحية، يُرجى استشارة طبيبك!